على مدار أكثر من أربعة عشرة قرنًا، قام المليارات من البشر باستخدام السواك بدون وسائل إرشاد للطريقة المثلى لاستخدامه، ولكننا نحاول أن نستفيد من هذه الهدية التى تنبت بشكل طبيعى أقصى استفادة. فيفضل أن يستخدم السواك وهو طرى قبل أن يجف ثم يجب نزع القشرة الصلبة من حول الألياف لتعريتها لاستخدامها. ثم يتم تليين الألياف بواسطة اللعاب، وبعدها يبدأ بتنظيف اللثة والأسنان معًا بشكل رأسى أو شكل دائرى (احذر من الحركة الأفقية).
ويتم تنظيف الفك العلوى من الأعلى إلى الأسفل ثم تنظف الفك الأسفل من الأسفل إلى الأعلى. يجب أن يتم تنظيف جميع أسطح الأسنان بأن يشمل السطح الذى نأكل عليه والأسطح الداخلية المقابلة للسان، والأسطح المقابلة لسقف الحلق بالنسبة للأسنان العلوية.
ويمكن استخدام السواك فى أى وقت من اليوم بحد أدنى خمس مرات، ويتم تغيير الألياف المستخدمة يوميًا، وذلك لكشف ألياف جديدة نظيفة مليئة بالمواد المفيدة الموجودة بالسواك. وقد أجريت دراسات علمية عديدة على السواك قام بها باحثون من جميع أنحاء العالم.
فقد جاء فى بحث للدكتور طارق الخورى، والمنشور فى مجلة طب الأسنان الوقائى الإكلينكى عام 1983: إن أغصان الأراك تحتوى على مادة الكلور، والتى تفيد فى إزالة الصبغة والتلوين على الأسنان، ومادة السيلكا وهى مادة تبيض الأسنان، ومادة صمغية تعمل على تغطية المينا وحمايته من التسوس. ومادة ثلاثى المثيل أمين وتعمل على التئام جروح اللثة، ومواد قلوية تعمل على منع التسوس.
وقد استعرض الأستاذ الدكتور محمد على البار فى كتابه القيم (السواك) آخر الأبحاث العلمية التى نشرت حول موضوع السواك. ومنها بحث للدكتور عبد الرحيم محمد (من الرياض) والدكتور جيمس ترند (من الولايات المتحدة) أكدا وجود مواد قاتلة للجراثيم ومواد مضادة للالتهاب ومضادة للتسوس فى أعواد الأراك.
وقال الدكتور كينت كيوديل أمام المؤتمر الثانى والخمسين للجمعية الدولية لأبحاث الأسنان فى أتلانتا الأمريكية: "إنه لوحظ أن الذين يستعملون السواك يتمتعون بأسنان سليمة، وأن بعض الشركات فى بريطانيا والهند تصنع معاجين أسنان تدخل بها مواد مأخوذة من السواك".
وقد أكدت الأبحاث التى أجريت فى جامعة الرياض، أن بالمسواك مادة السنجرين، وهى مادة مطهرة وقابضة توقف النزف. وبالمسواك صموغ ونشا وأملاح تجعل للعاب قواما لزجا يساعد على التنظيف.
وقد قام الدكتور عبد الرحيم محمد، الأستاذ فى كلية طب الأسنان بجامعة الرياض، ببحث وجد فيه أنه إذا استخدم رأس السواك لمدة تجاوزت اليوم، دون تغيير هذا الجزء، فإن بعض المواد يمكن أن تؤثر على الأنسجة المحيطة بالأسنان، لذلك يوصى المتسوكون باستخدام السواك لمدة 24 ساعة، وبعد ذلك يقطع الجزء المستخدم، ويستخدم جزءًا جديدًا أيضا، وبعد التوغل فى كيمياء عود الأراك، وتقصى تركيباته وقيمته الطبية، عرفوا أن به مقدارًا حسنًا من عنصر الفلورين، وهو الذى يمنح الأسنان صلابة ومقاومة ضد التأثير الحامضى للتسويس.
وغير عنصر الفلورين يوجد قدر من عنصر الكلور الذى يزيل الصبغات، وأيضا مادة السيليكا التى عرف دورها فى المحافظة على بياض الأسنان. كذلك وجود مادة تعرف "بالسيليس" يوجد بنسبة 4% من عود الأراك بها خاصية تمكنها من حك طبقة البلاك وطرحها.
ويدل تحليل عود الأراك على وجود قدر من حامض الانيسيك الذى يساعد فى طرد البلغم من الصدور، إلى جانب كمية من حامض الاسكوربيك ومادة السيتوسيترول، وكلا المادتين بإمكانهما تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة.
ويوجد بعود الأراك 1% من مواد عطرية زيتية طيبة الرائحة تعطر الأفواه بأريجها. وقد وجد المحللون أيضا بعود الأراك مادة تدعى "الانثراليتون" ذات فائدة فى تقوية الشهية للطعام، كما تفيد فى تنظيم حركة الأمعاء.
ومن أهم ما يميز السواك، هو توافره بكثرة وبسعر زهيد لا يذكر. ويعتبر فرشاة أسنان طبيعية لمن لا يستطيع شراء واحدة. وهو عملى جدًا للاستخدام فى أى وقت كان كونه لا يحتاج إلى معجون أسنان مثل الفرشاة فعصارته تقوم مقام معجون الأسنان.
الكاتب: د. يوسف عبد الغفار يوسف
المصدر: موقع اليوم السابع